أشرف وزير البيئة السيد حبيب عبيد وكاتب الدولة المكلف بالانتقال الطاقي السيد وائل شوشان الثلاثاء 28 جانفي 2025 بجربة من ولاية مدنين، على أشغال ورشة عمل حول "تطوير منظومة التثمين الطاقي للنفايات في تونس" و الإعلان عن "مشروع تثمين النفايات بجزيرة جربة" وذلك بحضور والي مدنين السيد وليد الطبوبي.
وشهدت هذه الورشة مشاركة الممثّلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي السيدة "Céline Moyroud" و مدير عام الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة السيد فتحي الحنشي و مدير عام الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات السيد بدر الدين الأسمر إلى جانب حضور عدد هام من الإطارات العليا لوزارة الصناعة والمناجم والطاقة ووزارة البيئة وممثلي السلط الجهوية والمحلية والمجتمع المدني وثلة من الخبراء المختصين في المجالين الطاقي و البيئي.
وفي كلمته، أكّد السيد وائل شوشان على أهمية هذه المنظومة باعتبارها حافزا مشجعا للتثمين الطاقي للنفايات مشيدا بجهود الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة في تطوير هذا المجال من خلال إعداد برنامج وطني للنهوض بطاقة الغاز الحيوي من خلال القيام بدراسات فنية واقتصادية للفرص والامكانات المتاحة إلى جانب دعم مشاريع لإنتاج وتثمين هذا الغاز.
وفي هذا الإطار، أعلن السيد وائل شوشان عن انتهاء أشغال فريق العمل الذي تم تكوينه في الغرض أواخر شهر نوفمبر 2024، والذي كللت أعماله بإعداد إطار تعريفي خاص بربط مشاريع إنتاج البيوميثان والكهرباء الناتجة عن تثمين الغاز الحيوي بالشبكات الوطنية للكهرباء والغاز.
وأبرز كاتب الدولة الدور المحوري لهذه المنظومة في تسريع تنفيذ برنامج تثمين النفايات بجزيرة جربة خاصة بالإنطلاق في إنجاز المشروع النموذجي لانتاج الغاز الحيوي عبر تثمين النفايات العضوية بالمنطقة.
وأوضح في نفس السياق أهمية هذا البرنامج النموذجي الذي من شأنه تحسين البيئة ونوعية الحياة في المنطقة، من خلال منظومة تصرف في النفايات العضوية تعتمد على انتاج طاقة نظيفة بما يمكن من التقليص من انبعاثات الغازات الدفيئة وتلوث الهواء من جهة وتحفيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية من جهة أخرى.
وأشار إلى أنّ هذا المشروع قد تمّ إطلاقه بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة والوكالة الوطنية للتصرف في النفايات في إطار تعاون تونسي ياباني بقيمة 1 مليون دولار، مؤكدا على دور هذه المبادرة في تكريس جهود تونس للانتقال إلى مصادر الطاقة البديلة وزيادة تثمين المواد الطاقية من النفايات بنسبة 40٪ بحلول عام 2035 مقابل خفض معدل ردم النفايات في المصبات بنسبة 54٪ بحلول عام 2030 وتعزيز الاستدامة البيئية.
هذا وأكد السيد وائل شوشان على الأهمية التي توليها تونس للملف البيئي كقطاع حيوي ضمن السياسة العامة للدّولة خاصة في ظل اعتماد سياسة طاقية جديدة ترتكز بالأساس على الانتقال إلى نموذج طاقي مستدام، تماشيا مع تعهدات تونس بالتخفيض من كثافة الكربون ومساهمتها في المجهود الدولي للحد من التغيرات المناخية.
ودعا إلى أهمية الاستفادة من التجارب الدّولية النّاجحة مع التركيز على الإمكانات الوطنية لتثمين الفضلات العضوية مشدّدا على أهميّة تظافر الجهود بين مختلف المتدخلين لتعزيز برامج التّصرّف في النفايات وتطوير الأساليب وطرق المعالجة الحالية.
و تم خلال هذه الورشة تقديم عرض للوضع الطاقي الحالي إلى جانب تسليط الضوء على أهم المواقع الأساسية التي ستشهد تركيز منظومة غاز الميثان الحيوي "بيوميتان" هذا بالإضافة إلى مناقشة جملة من المواضيع أبرزها التقنيات المستخدمة في تثمين غاز الميثان الحيوي ودراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع التي سيتم تركيزها في هذا المجال.
وعلى هامش هذه الزيارة، تم إجراء محادثات بين وزير البيئة والسيد وائل شوشان مع والي مدنين بخصوص النهوض بالوضع البيئي في المنطقة بالإضافة الى التطرق إلى عدد من الملفات أبرزها ضرورة معالجة النفايات وتثمينها واستعمال التكنولوجيات الحديثة المقتصدة للطاقة.
وعلى صعيد اخر، قام السيد وائل شوشان و الوفد المرافق له بمعاينة الموقع المقترح لتركيز وحدة التثمين الطاقي للنفايات العمومية بجربة بمنطقة سدويكش من معتمدية جربة ميدون والتي من المنتظر أن تنطلق أشغالها بالتوازي مع تهيئة المنطقة الصناعية سدويكش وذلك في إطار مشروع مندمج و متكامل.
كما اطلع على مكونات وحدة تجميع وفرز النفايات ببلدية حومة السوق والتي تهدف إلى تركيز مسالك خاصة بتثمين النفايات القابلة للتدوير علما و انه تم وضعها على ذمة المواطنين وكل مكونات العمل البلدي المنتظم.
يشار إلى أن هذه الوحدة قد تم تهيئتها وتجهيزها في قسطها الأول بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي و مملكة هولندا بتمويل يناهز 450 ألف دينار وذلك في إطار البرنامج المندمج لتثمين النفايات بجربة.